تقارير وبحوث

  • شارك:

تباطؤ النمو العالمي ينذر انهيار مالي مقبل


جمعية البنوك اليمنية - صنعاء     بتاريخ: 2025/10/22

 

تتزايد التوقعات يومياً عن احتمالات حدوث انهيار مالي كبير، لا سيما وسط تباطؤ النمو العالمي وعلى وجه الخصوص في أكبر اقتصادين في العالم، أولهما الأميركي المثقل بالديون، وثانيهما الصيني، الواقف على أعتاب حرب تجارية تهدد كيانه الصناعي برمته.

من جهة أخرى، لا تزال التوترات الجيوسياسية مصحوبة بضبابية أفق التوصل لحلول في ملف الحرب الروسية الأوكرانية تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي، لا سيما بما أرخته على العالم من تضخم عنيد نتجت عنه أسعار فائدة قياسية، ليس جلياً أنها ستنخفض في الأمد القريب.

وما يجب ذكره هو تواصل ارتفاع الديون السيادية الذي يرخي بمخاطر كبيرة على الاقتصاد العالمي حتى ولو كانت دول مثل أميركا أو الصين معتادة على التعامل مع هذه الأعباء، إلا أن تجاوز الدين العالمي حاجز 300 تريليون دولار وفقاً لتقارير معهد التمويل الدولي، يزيد من هشاشة الاقتصاد في ظل بيئة الفوائد المرتفعة والتضخم العنيد.

انهيار مالي كبير أم تصحيح قاسٍ؟

قال مازن سلهب، كبير استراتيجيي الاستثمار في «بايزيكس كابيتال ماركتس» إنه على الرغم من أن مؤشر الخوف "فيكس" ارتفع فقط 4 في المئة منذ بداية العام، فإنه لا يبدو أنه يعطي صورة حقيقية عن المخاوف الكامنة فعلاً في أسواق المال.

وأضاف: «هناك عدة عوامل اقتصادية مؤثرة قد تشير إلى عملية تصحيح قاسية في الأسواق في الفترة القادمة، أولاً التضخم لا يزال ضمن مستويات قياسية، ما يجبر البنوك المركزية على ألا تخفض الفائدة بسرعة، وهذا يعني أن النمو سيظل ضعيفاً».

كما أشار إلى الارتفاع القياسي في مستويات الدين العام والخاص، إن كان على جهة الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة أو على صعيد الشركات أيضا.

ولفت سلهب إلى الاقتصاد الصيني الذي شهد أضعف نمو في عام كامل، وهو مهم جداً للاقتصاد العالمي، مضيفاً أن التخبط الحاصل في البيت الأبيض أيضاً عامل إضافي لارتفاع مخاطر انهيار مالي.

وقال إن القطاعات الأكثر عرضة لهذه المخاطر ستكون العقارات والبنوك، التي ستواجه تحديات كبيرة في الفترة المقبلة.

أسبوع حاسم لشركات التكنولوجيا

قال رائد الخضر، كبير محللي الأسواق في (إيكويتي قروب) في تعليق لـ« CNN الاقتصادية»: «بلا شك إن مخاوف الانهيار بسبب الأسعار القياسية التي وصلت إليها الأسواق هو أمر وارد، بما في ذلك الذهب، وذلك بنتيجة عدة عوامل أبرزها السياسة النقدية وتوقعات تقليصات أسعار الفائدة بشكل أكبر وأيضاً الأداء القياسي لقطاع التكنولوجيا والشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي».

وأضاف أن هذا الأسبوع سيكون حاسماً بالنسبة لشركات التكنولوجيا، حيث ننتظر بيانات الأرباح لديها، مفيداً بأن هذه النتائج إذا جاءت أقل من التوقعات سيؤثر ذلك على معنويات المستثمرين ويدفعهم للتخارج من قطاع التكنولوجيا الذي كان الدافع الأكبر للارتفاعات القياسية الجماعية، وهو الأمر الذي سيرفع حساسية المستثمرين دافعاً الأسواق نحو تصحيحات قاسية جداً.

ماذا عن أسعار الفضة والذهب؟

لفت سلهب إلى أن المكاسب القياسية للذهب الذي ارتفع بنحو 60 في المئة هذا العام ويتم تداول الأونصة بأكثر من 4200 دولار اليوم، بدوره يعطي إشارات قلق أكثر من أنها إشارات تقليدية بأن الشراء مرتبط بعمليات تحوط، لأنه جعل الذهب يتحول من أداة استثمار إلى أداة سريعة الارتفاع لم نعتد عليها في السنوات الماضية لا سيما وسط التوجه العالمي للبنوك المركزية للابتعاد عن الدولار والتحوط بالذهب.

من جهة أخرى، أشار سلهب أيضاً إلى الصعود القوي للفضة كذلك التي ربحت أكثر من 70 في المئة، ويتم تداول الأونصة اليوم عند 50 دولاراً ارتفاعاً من مستويات بين 26 و30 دولاراً بداية 2025، مفيداً بأن المستويات الفنية تشير إلى تشبع شرائي كبير جداً، ما يعني أن التصحيح لو حصل سيكون قاسياً جداً وبالتالي نصح بالحرص في التعامل مع هذه الملاذات، مشدداً على أن فكرة تراجع الدولار وبقاء العوائد مرتفعة على السندات ومع ذلك لم نشهد تراجعاً على الذهب، وهو أمر مقلق.

بدوره قال رائد الخضر، إن الذهب بلا شك سيستفيد من ارتفاعات إضافية حتى نهاية العام لكن التقلبات ستكون قاسية جداً، وهو ما رأيناه اليوم مثلاً مع فقدانه 200 دولار في 24 ساعة وهو أمر نادر الحدوث.

أسواق العملات المشفرة

مما لا شك فيه، أن سوق أسواق العملات كانت المتضررة الأكبر من قرارات الحرب الجمركية الأميركية– الصينية، حتى ولو عادت واسترجعت خسائرها المؤقتة بُعيد كل قرار، ومؤخراً -حين قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض تعرفة جمركية إضافية على الصين بحدود 100 في المئة على أن تصبح قيد التنفيذ في الأول من نوفمبر المقبل- شهدت سوق العملات المشفرة انهياراً حاداً لم نرَه منذ 4 أعوام على الأقل، حيث هبطت عملات مشفرة كبرى بأكثر من 70 في المئة ثم استعادت بعض خسائرها لاحقاً.

قال مازن سلهب إن العملات المشفرة لا تزال عملات مضاربية بالأساس وعالية المخاطر وقد تشهد تصحيحاً قاسياً بدورها بسبب الحرب التجارية، لكنها تتعافى بأسرع من التوقعات مع كل قرار يودي بها إلى القاع، مشيراً إلى أن بيتكوين على وجه الخصوص ستكون أكثر مقاومة من سائر العملات الأخرى، وهو ما يشير إلى أن هذه العملة باتت أكثر من أداة مضاربة لتصبح أصلاً أكثر استقراراً من الأدوات الاستثمارية المرتبطة بالحكومات وبسياسيات البنوك المركزية، خصوصاً في السنوات القليلة المقبلة.

تجدر الإشارة إلى أن البيتكوين لا تزال عند مستويات فوق 108 آلاف دولار، على الرغم من أنها تراجعت إلى أقل من 101 ألف دولار بعد قرار ترامب بفرض التعرفات الجمركية الإضافية على الصين.

بدورها، عادت الإيثريوم، ثاني أكبر عملة مشفرة إلى مستويات فوق 4000 دولار، بعد أن هبطت إلى أقل من 3500 دولار بعيد قرار ترامب، وأيضاً عملة ريبل التي هبطت بشكل مفاجئ بأكثر من 60 في المئة، عادت اليوم إلى مستويات فوق 2.5 دولار، فيما يذكر أن سولانا يتم تداولها اليوم بين 185 و190 دولاراً.

 

سي ان ان الاقتصادية

 

 

 

جمعية البنوك اليمنية   جمعية البنوك اليمنية

رابط مختصر:
UP