مقابلات ومقالات

  • شارك:

فرصة للتقييم


جمعية البنوك اليمنية - صنعاء     بتاريخ: 2020/09/21

 

نبيل علي العابد*


" انعكس انتشار فيروس كورونا على النمو الاقتصادي والطلب العالمي من النفط، بل إن انتشار هذا الوباء أثر بالسلب على معنويات المستثمرين، وهو ما دفع الكثير منهم الى التوجه نحو الأصول الآمنة، على غرار الذهب، التي ينظر إليها كملاذ آمن للتحوط في أوقات الأزمات (1).
والقطاع البنكي يتميز بامتلاك رؤوس أموال ضخمة وسيولة كبيرة؛ تمكنه من مواجهة الاضطرابات الاقتصادية، إلا أن الأزمة تسببت بانخفاض كبير في الأرباح لم يشهده القطاع من قبل، إضافة إلى أن الضغوط على تخفيف الأرباح يمكن أن تكشف عن نقاط ضعف هيكلية في نماذج الأعمال لبعض البنوك، ومن المتوقع تحقيق بعض البنوك عوائد متدنية أقل من المستهدفة.
وفي سيناريو الركود العالمي العميق المتشائم، الذي سيمتد لمدة عام على الأقل؛ ستواجه البنوك انخفاضا في ايرادات وخسائر ائتمانية عالية، وفي منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي سيكون مضاعفا، بسبب انخفاض أسعار النفط، الذي سيودي الى انكماش في الناتج المحلي، وبالتالي سيرتفع معدل تخلف الشركات عن السداد المالي وتكاليف المخاطر مضاعفة بواقع 200%.(2)
والبنوك ستتحوط بقوة ضد فيروس كورونا، أو فيروسات أخرى، أو كوارث غير متوقعة، التي تحصد الأرواح، برفع مخصصاتها خلال الشهور المقبلة، التي قد تؤثر على أرباحها مستقبلا؛ لتوقف كثير من القطاعات.
والبنك المركزي يساند البنوك العاملة في القطاع المصرفي بقوة كون رفع المخصصات هو الطريق الأمثل أمام البنوك؛ للوقوف بقوة ضد التعثر المرتقب(3.).
والبنوك أيا كان نظامها، تجاريا أو إسلاميا أو خدميا أو نوعيا؛ الأكثر تأثيرا من الجائحة وكانت خسائرها ملموسة طالت عملاءهم، وبالتالي التأثير المباشر على أهم أهدافها ( الربحية – السيولة –الأمان – التوسع )، وللبنوك إدارات عملت وتعمل لمواجهة المخاطر، ووضعت الوسائل لمواجهة تلك المخاطر، ولو للحد الأدنى للبقاء، كل بنك في آخر مركز وصل إليه بين البنوك، وكل له سياسته وإدارته.
والعملاء هم أهم أعمدة البنوك، وكلما زاد عدد العملاء، المعتمدين على تمويلات واستثمار، قلت المخاطر ، وبطبيعة الحال العميل الجيد لديه رؤية مستقبلية؛ لمواجهة الكوارث والطوارئ، المتوقعة وغير المتوقعة؛ كونه يعمل على المحافظة على بقائه في سوق المنافسة، أو الخروج بأقل الخسائر، التي تجعله يزاول عمله، أو تمويل نشاط جديد وفقا لمتطلبات السوق، والنظرة الثاقبة للربحية والاستمرارية، ومن هنا فإن الكوارث، أيا كان نوعها، قد تكون سببا لمراجعة علاقتها مع عملائهم؛ بما يحد من أي مخاطر جديدة قد تنتج مستقبلا؛ بغرض الوصول إلى وضع آمن من تلك العلاقة .
ووقوع الكوارث والصدمات فرصة للتقييم للعميل ونشاطه ، والتقييم هو بيان قيمة الشيء، بيان وضع العميل ونشاطه وفقاً لمعايير محددة، وهو أداة من أدوات الإدارة الاستراتيجية، ويمثل المرحلة ما قبل الأخيرة؛ لتحديد مستوى العميل ونشاطه للتنبؤ بمستقبل العلاقة بالإيجابية أو السلبية.
ويهدف التقييم إلى :
- منح الائتمان الجيد على أسس موضوعية ومتابعة استمرارية جودته.
- الرقابة على جودة المحفظة وتحديد استراتيجية التعامل مع المخاطر المستقبلية للمحفظة .
- تحديد الأنشطة الاقتصادية المستهدف التوسع الائتماني بها، وتلك المطلوب تقليص الائتمان الموجه إليها.
- تسعير التمويل تأسيسا على العلاقة بين العائد والمخاطرة.
- وضع أساس هام لتحديد السلطات التقديرية في مجال منح الائتمان.
أولاً : تقييم الجدارة الائتمانية للعملاء:
• يتم التعرف على المخاطر الائتمانية للعميل من خلال تحليل عناصر الجدارة الائتمانية الخاصة به، التي تم تبويبها إلى عوامل مالية وأخرى غير مالية.
• § وبالنسبة للعوامل المالية؛ فيتم التعرف عليها من خلال مؤشرات مالية مثل مؤشرات السيولة ، الهيكل التمويلي ، كفاءة النشاط ، نسب الربحية ، نسب النمو.
• § أما بالنسبة للعوامل غير المالية؛ فتتمثل في عوامل تخص المشروع وإدارته ، الاستعلام ، الزيارة الميدانية ، طبيعة العملية المطلوب تمويلها ، ومدى توافر مدخلات للمشروع محليا وقدرته على المنافسة ، بالإضافة، إلى المعاملات مع الجهاز المصرفي بما فيها البنك ، وكذا الموقف مع الجهات السيادية ، والضمانات المقابلة للتسهيلات والممتلكات الأخرى للعميل، ومخاطر التسهيل والأجل ...... الخ.
ثانياً: تقييم مخاطر النشاط الاقتصادي:
• يتم التعرف على المخاطر عبر معايير تصنيف أساسية للأنشطة المختلفة أهمها:
- أهمية النشاط الاقتصادي على المستوى القومي .
- المساندة الحكومية.
- معدلات الطلب على مخرجات النشاط، محلي أو خارجي.
- معدلات الربحية للنشاط.
- التأثر بالتكنولوجيا الحديثة.
- توافر مدخلات النشاط محلياً.
- درجة المنافسة في هذا النشاط.
- مدى استقرار القوانين واللوائح الحاكمة للنشاط الاقتصادي.
- الاعتماد على أنشطة أخرى.
- سهولة الدخول في النشاط وضخامة التكاليف الاستثمارية المطلوبة.
- معدلات الإفلاس في النشاط الاقتصادي.
- سابقة تجارب للبنك في النشاط.
والله الموفق


المراجع:
1.صحافة في جامعة البحرين-ابرار شكري-مجلة الوطن الخليجية.
2. تقرير شركة اوليفر وايمان بالتعاون مع مؤسسة مورغان ستانلي
3.مجلة المال –مصرية .اقتصادية. يومية.


*مدير إدارة المتابعة والتعاملات الخاصة – كاك بنك

جمعية البنوك اليمنية   جمعية البنوك اليمنية

رابط مختصر:
UP