تقارير ودراسات

  • شارك:

بعد 4 سنوات من الاختبار.. لماذا تأخرت ثورة "بلوك شين" في القطاع المصرفي؟


جمعية البنوك اليمنية - صنعاء     بتاريخ: 2019/10/29

 

منذ طفرة العملات الرقمية التي بلغت ذروتها في ديسمبر عام 2017 عندما اقترب سعر عملة "بتكوين" من حاجز العشرين ألف دولار، لم تكف أقلام المعلقين والمحللين عن الكتابة بشأن الآفاق الواعدة للتقنية الداعمة لهذه الأصول.


وعلى مدار عام 2018 تبارى المحللون والتقنيون في إيضاح وشرح الإمكانات الكبيرة لـ"بلوك شين" والتي يمكن توظيفها في مجالات مثل التجارة وتدوير القمامة وإجراء الانتخابات، لكن ربما كان القطاع الأكثر اهتمامًا بهذه التقنية الثورية والأكثر ارتباطًا بها هو البنوك.


ويُعتقد على نطاق واسع أن هذه التقنية يمكنها حل العديد من المشكلات التي تواجه القطاع المصرفي حاليًا، نظرًا لدرجة الأمان المرتفعة التي تتسم بها وسماحها بإجراء المعاملات بشكل أسرع وأرخص.


وقالت وكالة "موديز" عن هذه التقنية الناشئة، إنها سوف تسمح بإجراء تعاملات آمنة ودائمة عبر المنصات اللامركزية دون الحاجة إلى طرف ثالث وسيط، متوقعة أن تتسبب في الحد من هيمنة سويسرا على النظام المصرفي العالمي.


في الحقيقة بدأت الكثير من المصارف تجربة تقنية "بلوك شين" قبل أن تحظى بهذا الصخب الإعلامي، وتحديدًا في عام 2015، أملًا في الاستفادة من سرعتها والشفافية التي توفرها، لكن بعد 4 سنوات يبدو أن الاستخدام الفعلي لها لا يزال بعيد المنال.


5 تحديات تعيق ثورة "بلوك شين" في القطاع المصرفي



الحوكمة



- تكمن قوة هذه التقنية في أنها لا تحظى بسلطة مركزية، لكن ذلك يشكل نقطة ضعف أيضًا، فمن الذي سيتخذ القرارات المتعلقة بكيفية عملها أو متى تحتاج إلى تحديث.


- على سبيل المثال، إذا كان نظام التشغيل "ويندوز" يحتاج إلى تحديث، فإن شركة "مايكروسوفت" هي من يقرر ذلك ويشرع في إجرائه، لكن عدم وجود صانع قرار مركزي يعني أن التحديثات المتعلقة بـ"بلوك شين" ستكون بطيئة وغير فعالة.


- تعمل تقنية "بلوك شين" العامة بمفهوم المجتمعات، ولا توجد طريقة منهجية لتحديد التعديلات، ويحدث ذلك فقط من خلال مناقشات واسعة النطاق بين المشاركين في النظام.


- في بعض الأوقات لا يتم الوصول إلى حل بشأن هذه المناقشات في ظل غياب الوسيلة اللازمة لتنظيم هذه المجتمعات واتخاذ القرارات.


القابلية للتوسع


- رغم الشعبية التي تحظى بها هذه التقنية، فإنها لا تزال تُستخدم على نطاق صغير للغاية مقارنة بالمدفوعات الإلكترونية اليومية.


- في الوقت الراهن، تجري شبكة "بلوك شين" الخاصة بعملة "بتكوين" ألفي معاملة كل عشر دقائق، في حين تعالج "فيزا" أكثر من 65 ألف معاملة في الثانية الواحدة، وتجري شبكة "سويفت" 24 مليون معاملة يوميًا.


المعايير


- تنظم "بلوك شين" المعلومات بطرق كثيرة مختلفة، ما يعني أن تحويل المعلومات من شبكة إلى أخرى ليس بالأمر السهل، ولا يوجد نموذج عالمي متفق عليه لهيكل بيانات المعاملات.


- خلال معاملة الدفع المالي، تحتفظ الشبكة باسم الشخص أو الشركة ومعلومات الحساب والدفع والعنوان وأي بيانات أخرى ذات صلة.


- لكن بالنسبة للعملات الرقمية، تتم الأمور بشكل مختلف، لذا سيكون من الصعب إجراء المعاملات بين العملات المختلفة، ولذلك فهناك حاجة إلى وضع معايير بشأن طريقة حفظ المعلومات.


المسؤولية


- لا توجد مسؤولية عن المنصات في الوقت الحالى، فعلى سبيل المثال، في عام 2017، أعلنت بورصة العملات الرقمية الكندية "كوادريجا سي إكس" أن خطأ فنيا في الحاسوب أدى إلى خسائر قدرها 14 مليون دولار من عملة "إثيريوم".


- ضاعت العملات الرقمية في النظام الرقمي لها، ولم يتخذ مجتمع "إثيريوم" أي إجراء لاستعادتها، لذا كان على البورصة تحمل الخسارة حتى لا تتأثر أرصدة العملاء.


الشفافية والهوية


- الدفع عبر "بلوك شين" يعني أن جميع المستخدمين يمكنهم رؤية كافة المعاملات، ما يجعلها سهلة المراجعة والتتبع، ويتم الإبقاء على هوية المستخدمين سرية (لكن لا يزال من الممكن تعقبهم من خلال العناوين والرموز الخاصة بهم على الشبكة).


- هذه الشفافية جزء من قوة "بلوك شين" وتعني أن بمقدور المستخدمين على سبيل المثال، رؤية مقدار عملات "بتكوين" التي تنتقل من عنوان إلى آخر، لكن دون ارتباطها باسم محدد.


- في النهاية، افتقار "بلوك شين" للقدرة على تحديد الهوية هو مشكلة لكثير من المستخدمين والمستثمرين، لأن الهوية أحد العناصر الأساسية التي يقوم عليها النظام المالي، كما في شبكة "سويفت" التي تتيح التواصل المالي بين الكيانات المعترف بها قانونيًا.



المصادر: موقع ذا كونفرزشن، أرقام

جمعية البنوك اليمنية   جمعية البنوك اليمنية

رابط مختصر:
UP