تقارير ودراسات

  • شارك:

انهيار سيد العملات.. فمن أين ستأتي الضربة القاضية؟


جمعية البنوك اليمنية - صنعاء     بتاريخ: 2023/02/11

 

المصدر: Investing 

يتعرض الدولار الأمريكي لضربات قوية مؤخرًا أفقدته جزءًا من قوته. بيدأ أن هذه الضربات لم تكن خارجية فقط من دول كالصين وروسيا، بل من الداخل أيضًا كأزمة الديون الأمريكية التي تهدد زعامة الدولار على المعاملات المالية العالمية.

تمثل أزمة الديون التهديد الأكبر حاليًا لقوة الدولار، إذ أن تخلف الولايات المتحدة عن سداد دينها يهدد بحدوث أزمة مالية عالمية وبتقويض الدولار، مما يوجه ضربة مدمرة للاقتصاد ‏الأميركي والعالمي.

مأزق التخلف عن السداد
بعد أن استعاد الجمهوريين الأغلبية في مجلس النواب في الانتخابات الأخيرة، هددوا بعدم السماح بزيادة سقف الدين ما لم يقترن بتخفيضات في الإنفاق. وتزيد هذه الخطوة من خطر وقوع الحكومة الأميركية في مأزق التخلف عن السداد.

بيد أن خطر التخلف عن سداد الدين ينذر بعواقب وخيمة، ولنا في أغسطس 2021 عبرة، حيث أدى احتمال حدوث تخلف عن السداد في ذلك الوقت إلى خفض غير مسبوق للتصنيف الائتماني للدولة مما أضر بالمكانة المالية للولايات المتحدة وتسبب في خسائر ملحوظة.

الديون وقوة الدولار
قد يفقد الدولار مكانته وقوته في الفترة المقبلة، وذلك إذا ما دفع الجمهوريون الولايات المتحدة إلى التخلف عن سداد الديون، فحينها تصبح الحكومة والشركات مجبرة على دفع فواتيرها الدولية بعملة أخرى غير الدولار. حيث إن معظم مبادلات التجارة الخارجية مقومة بالدولار، وتمر هذه المبادلات من خلال بنك أميركي في مرحلة ما، وهي إحدى الطرق المهمة التي تأخذ بها -عبر هيمنة الدولار- الولايات المتحدة قوة سياسية هائلة، لا سيما لمعاقبة المنافسين الاقتصاديين والحكومات غير الصديقة، وبالتالي فالتخلف عن السداد يهدد بفقدان هذه الهيمنة.

ويقول رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي إن الجمهوريين لن يسمحوا بتخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها، لكنهم في الوقت ذاته يرغبون في التوصل إلى "طريقة معقولة ومسؤولة يمكننا بها رفع سقف الدين والسيطرة على هذا الإنفاق الجامح"، وفق ما نقلت رويترز في وقت سابق.

واجتمع مكارثي بالفعل الأربعاء الماضي مع الرئيس جو بايدن بدون أن يخرج الاجتماع بأية نتائج تخص تسوية الخلافات بشأن الدين الأميركي.

منافسون محتملون للدولار
إذا انهار الدولار سيؤدي ذلك إلى تعزيز مكانة الصين باعتبارها أكبر منافس للولايات المتحدة على النفوذ العالمي، ورغم أنه من المرجح أن يحل اليورو محل الدولار باعتباره عملة رئيسية في العالم، إلا أن هذا يعني أن اليوان الصيني سوف ينتقل إلى المركز الثاني.

وستتعزز مكانة الصين دوليًا مع تحول اليوان إلى عملة دولية، حيث تعمل الصين مع دول البريكس الأخرى (البرازيل وروسيا والهند) لقبول اليوان كوحدة حساب عالمية. ومع استياء الدول الثلاث بالفعل من الهيمنة الاقتصادية والسياسية للولايات المتحدة، فإن تخلف الولايات المتحدة عن السداد سيدعم هذا الجهد.

نهاية هيمنة الدولار
أكد نورييل روبيني، كبير الاقتصاديين في Atlas Capital Team المعروف بالدكتور دووم أن النظام أحادي القطب سينتهي، بجانب انتهاء أيضًا هيمنة الدولار قريبًا.

ويقول دكتور دوم: "يشكل اليوان الصيني تهديدًا لهيمنة الدولار الأمريكي". بينما توقع ظهور نظام عملة ثنائي القطب.

وأضاف دكتور دووم: "المنافسة الجيوسياسية المتصاعدة بين واشنطن وبكين ستظهر حتماً في نظام احتياطي العملات العالمي ثنائي القطب أيضًا".

يواجه الدولار الأمريكي تهديدًا من اليوان الصيني ونهاية هيمنته في النظام المالي العالمي، وفقًا لنورييل روبيني.

قال روبيني إنه مع تزايد انقسام العالم بين النفوذ الأمريكي والصيني، "من المرجح أن نظام العملة ثنائي القطب، وليس متعدد الأقطاب، سيحل في النهاية محل النظام أحادي القطب."

وقال الخبير الاقتصادي الدكتور دوم، المعروف بتنبؤاته المتشائمة، إنه بينما يحذر المشككون عادةً من أن الضوابط الصارمة للعملة الصينية يجب أن تمنع اليوان من تجاوز الدولار، فإن الولايات المتحدة لديها نسختها الخاصة التي "تقلل من جاذبية الدولار".

 اليوان بديل الدولار.. السعودية كلمة السر
في أوائل ديسمبر، خلال زيارة إلى المملكة العربية السعودية، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ قادة أكبر دولة مصدرة للنفط إلى قبول اليوان مقابل النفط حيث يتطلع البلدان إلى تعزيز علاقاتهما الجيوسياسية.

وأعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المحادثات بأنها "مرحلة تاريخية جديدة من العلاقات مع الصين".

في تقرير حديث، قال محلل السوق في BNP Paribas، تشي لو، إنه إذا بدأت المملكة العربية السعودية في تداول النفط في اليوان، فسيخلق ذلك مزيدًا من الزخم للعملة الصينية، مما يجعلها تقترب خطوة واحدة من الوصول إلى الهيمنة دوليًا.

وقال تشي لو في التقرير: "الذهب يعد عاملاً رئيسيًا في زيادة تطوير نظام البترويوان". "لا يتطلب النفط واليوان المدعوم بالذهب إمكانية تحويل اليوان بالكامل للعمل، لذلك فهو يسمح للصين بالاحتفاظ بالسيطرة في نفس الوقت على حساب رأس المال الخاص بها وتعزيز تدويل اليوان".

وأضاف تشي أن دعم تجارة اليوان للنفط بالذهب سيكون مفيدًا في بناء نظام بترو يوان.

وقال "جعل اليوان قابل للتحويل إلى ذهب يحول العملة بشكل فعال إلى أصل عالمي قابل للاستثمار لمالكي اليوان الأجانب، مما يعزز ثقتهم بالعملة الصينية وطلبهم عليها".

وتأتي التعليقات في الوقت الذي أعلنت فيه الصين أنها اشترت 30 طنا أخرى من الذهب في ديسمبر كانون الأول. يأتي ذلك بعد شراء 32 طنًا من الذهب في نوفمبر، وهي أول عملية شراء مسجلة رسميًا منذ سبتمبر 2019.

سقف الديون الأمريكي
يبلغ إجمالي الدين الوطني للولايات المتحدة حوالي 31.4 تريليون دولار، وهو الحد الأقصى الذي يمكن للحكومة الأميركية استدانته، وهذه هي الأموال التي تدين بها الحكومة الأميركية للأشخاص الذين اشتروا سنداتها وأدوات الدين الأخرى.

وتحتفظ شركات أميركية أو مواطنون أميركيون بالكثير من هذه الديون، على الرغم من أن الحكومات والمواطنين الأجانب احتفظوا بالمزيد في السنوات الأخيرة، وبلغت قيمة هذه الديون 7.5 تريليونات دولار، وللصين واليابان وبريطانيا حصة الأسد من هذه الديون.

وهناك نحو 8.5 تريليونات دولار من هذا الدين هو ما يسمى "الحيازات الحكومية الداخلية"، وهذا يشمل الصناديق الحكومية مثل الضمان الاجتماعي وصناديق التقاعد الحكومية المختلفة، وهذه الصناديق تشتري الديون الأميركية مما يعني أنها تقرض الأموال لبقية الحكومة.

جمعية البنوك اليمنية   جمعية البنوك اليمنية

رابط مختصر:
UP