مقابلات ومقالات

  • شارك:

كاتى مارتن تكتب: موجة البيع القياسية في السندات تظهر كآبة مزاج المستثمرين


جمعية البنوك اليمنية - صنعاء     بتاريخ: 2022/09/26

 

مراحل الحزن الخمس هي الإنكار والغضب والمساومة والاكتئاب والقبول. بالنسبة للمستثمرين، تبدو المراحل الخمس للسوق الهابطة متشابهة إلى حد كبير.

جاءت المساومة خلال الصيف، عندما أخذ المستثمرون على محمل الجد فكرة أن محافظي البنوك المركزية قد يكونون لطيفين في رفع أسعار الفائدة، أو حتى عكسها، ونحن الآن عالقون في مكان ما بين المرحلتين الرابعة والخامسة.

أظهر الأسبوع الجاري، كما لو لم يكن واضحًا بالفعل، أن التراجع في تقييمات سوق الأصول لن يزول ببساطة، في عملية اكتساح غير عادية، شرعت البنوك المركزية من الولايات المتحدة إلى سويسرا في ما بدا أنه تشديد تنافسي للسياسة.

قام فريد دوكروزيت، من «بيكتيت ويلث مانجمنت» بتجميع الأرقام ووجد أن 10 بنوك مركزية قدمت إجمالياً ضخمًا بلغ 6 نقاط مئوية من ارتفاع أسعار الفائدة هذا الأسبوع فقط، والعديد من الارتفاعات، بما في ذلك أحدث ارتفاعات من الولايات المتحدة، كانت بحوالي 0.75 نقطة مئوية، ثلاثة أضعاف المقياس المعتاد لتحركات الأسعار. وكما عبرت الخبيرة الاقتصادية في شركة «بيمكو«، تيفانى وايلدنج، «75 هو الـ 25 الجديد».

متسببا في أكبر قدر من الضرر، للمستثمرين في الأسهم على الأقل، رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حجم تحذيراته حول مدى استعداده للذهاب، ولا مزيد من الطلاء بالسكر – كان رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جاى باول واضحًا أن المزيد من الزيادات في الأسعار آتية وأنها ستشمل «الألم». كان يشير في الغالب إلى الألم في أسواق العمل ولكن الأمر نفسه ينطبق على محفظة الأسهم التي تتقلص بسرعة.

فهمت أسواق الأسهم الرسالة، وانخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» الأمريكي بنسبة %1.7 يوم الأربعاء بعد خطاب باول، مما رفع خسائر العام إلى أكثر من %20.

لكن مع ذلك، يبدو أن المستثمرين يتمسكون ببعض الرهانات الرئيسية، وهذا أصبح مشبوهًا، وكما يشير «بنك أوف أمريكا»، فإن الانخفاض في السندات الحكومية الناجم عن التضخم المرتفع والبنوك المركزية المتشددة بقوة أصبح الآن في منطقة تاريخية حقًا.

بالنظر إلى البيانات التي تعود إلى عام 1790 (ليس خطأ مطبعيا – البنوك فقط تحب البيانات الفائقة طويلة المدى للحظات مثل هذه)، يصف «بنك أوف أمريكا» هذا بأنه ثالث سوق هابط للسندات، وكتب مايكل هارتنت وزملاؤه في البنك، لم نشهد شيئًا مثله منذ خطة مارشال على الأقل في عام 1949.

هذا أمر مذهل في حد ذاته ولكنه مهم إلى ما هو أبعد من سوق السندات، لأن الانهيار «يهدد الأحداث الائتمانية وتصفية أكثر التداولات ازدحامًا في العالم»، على حد قولهم، بما في ذلك أسهم التكنولوجيا الأمريكية، والتي لها بالطبع تأثير كبير على الولايات المتحدة و تحولات سوق الأسهم العالمية، وأضافوا: «الاستسلام الحقيقي هو عندما يبيع المستثمرون ما يحبونه ويملكونه». هذه البديهية تستحق التكرار عدة مرات العام الحالي، وهذا الأسبوع ليس استثناء.

ويحتاج المستثمرين للحذر من أن يتخذوا قرارات سيئة تحت الضغط، تنصح شارمين موسافر رحماني، كبير مسؤولي الاستثمار لإدارة الثروات في «جولدمان ساكس» المستثمرين بالصبر.. وتقول: «ابق مستثمراً».

وتضيف أن الركود في الولايات المتحدة يتم تسعيره جزئياً على الأقل، وسيساعد الارتفاع المستمر في قيمة الدولار في ترويض مشكلة التضخم التي يعانى منها بنك الاحتياطي الفيدرالي. وتقول: «عندما عانت الأسهم بالفعل من تراجع كبير قبل بداية الركود – كما هو الحال اليوم – يشير التاريخ إلى أن المستثمرين يكونون أفضل حالًا عن الاستمرار في المسار».

يبدو الأمر معقولا.. لكن الاستمرار في المسار سيتطلب أن ينتقل المستثمرون إلى المرحلة الخامسة في عملية التعافي، ويقبلوا أن الصعود السريع إلى المستويات المرتفعة الأخيرة أمر غير مرجح بشكل مؤلم، فالأيام الخوالي لن تعود.

دخلت السوق الصاعدة التي ميزت معظم السنوات العشر الماضية منذ الأزمة المالية في حالة من «النشاط المفرط»، والآن جميع العوامل التي دعمتها – العولمة، والجغرافيا السياسية، والتضخم المنخفض الناتج الذى أدى إلى سياسة نقدية أسهل من أي وقت مضى – ذهبت في الاتجاه المعاكس، والنتيجة هي أن احتمالية عالية في أن يظل السوق مستقراً خلال السنوات العشر المقبلة.

من المحتمل أن تكون هذه أخبارًا سيئة للأشخاص الذين تتمثل مهمتهم في محاولة كتابة أشياء مثيرة للاهتمام عن الأسواق على أساس أسبوعي للصحف الوطنية، على سبيل المثال، وسيحتاج المستثمرين من جميع الأنواع أن يعيدوا التوقعات.

بقلم: كاتى مارتن، محررة الأسواق لدى صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية.

جمعية البنوك اليمنية   جمعية البنوك اليمنية

رابط مختصر:
UP